زيدان vs سيميوني (1)
( دربي مدريد نهائي ذات
الاذنين الكبيرتيين دوري ابطال 2016 )
Déjà vu
تسلسل الاحداث: سان سيرو ميلان ( البداية ) – ديل البي
تورينو – البرلمان الايطالي – فرنسا -
الاولمبيكو روماـــ سانتياجو برنابيو –
لشبونة – سان سيرو ( من جديد) :
اول ما يتبادر للذهن عند الحديث عن نهائي دوري الابطال
2016( ريال مدريد و اتليتكو مدريد) انها مواجهة بين الكرة الجميلة التي يمثلها
تاريخيا ريال مدريد و يبلورها حاليا مدربه زيدان و بين كرة القدم الدفاعية المملة
ذات الخلفية الايطالية ويمثلها بمفرده دييجو سيميوني اذ ان الحقيقة ان اتليتكو
مدريد منذ خمس سنوات ينظر اليه باعتباره فقط النادي الذي يدربه سيميوني .
و لكن هل مواجهة دوري الابطال بين زيدان و سيميوني هي
الاولي من نوعها بهذا الحجم اذا استبعدنا مباراة الدور الثاني بالليجا و التي
ربحها سيميوني و اتليتكو في بطولة محسومة من نهاية الدور الاول لبرشلونة .
الاجابة علي هذا السؤال تتطلب العودة قرابة عقدين الي
الوراء الي مسرح المواجهات الاهم بين زيدان و سيميوني اللاعبين
الدوري
الايطالي منتصف لنهاية التسعينات ( زيدان يفوز اولا – سيميوني يثار بعد عامين ) :
تعاقد اليوفنتوس بطل دوري الابطال موسم 1996 مع لاعب خط
وسط بوردو و المنتخب الفرنسيين زيد الدين زيدان ليلعب بجوار مواطنه و مدرب منتخب
فرنسا حاليا ديديه دشامب و السندرو دلبيرو و كريستيان فييري و انطونيو كونتي مدرب
منتخب ايطاليا حاليا و تشلسي في الموسم المقبل .
في الموسم الاول
لزيدان مع اليوفنتوس 96/97 استعاد لقب الدوري الايطالي من الميلان و جرد من لقب
دوري الابطال بالخسارة امام بروسيا دورتموند .
تعاقد انترناسيونالي مع دييجو سيميوني موسم 1997 , قدم سيميوني من اتليتكو مدريد بعد عام كامل
من حصوله علي ثنائية دوري و كاس الملك باسبانيا مع اتليتكو مدريد موسم 1995-1996 ,
تعاقد الانتر الي جانب سيميوني في ذات الموسم مع اسطورة كرة القدم العالمية و
البرازيلية رونالدو من اجل هدف واحد هو استعادة لقب الدوري الايطالي الغائب عن
الانتر منذ 1989 .
الدوري الايطالي موسم 1997-1998 ( زيدان ينتصر ) :
هذا هو الموسم الثاني لزيدان مع يوفنتوس و الاول
لسيميوني و رونالدو مع الانتر. ادارة و جمهور الانتر منذ البداية منوا انفسهم
باستعادة اللقب اذ ان الفريق لم يخسر اي مباراة في الدور الاول بل انه قفز الي
القمة بعد 6 اسابيع فقط من البداية. مع اقتراب نهاية الدور الاول فاز الانتر
بقيادة رونالدو و سيميوني علي اليوفنتوس
بقيادة زيدان و دلبيرو 1 / 0 في المواجهة التي دارت بسان سيرو ( الميلان) و هي المواجهة الاولي بين زيدان و سيميوني
كلاعبين في الملعب الذي سيشهد بعد ايام الصراع الاهم بينهما كمدربين. اتسع الفارق
بين الفريقين الي 4 نقاط لصالح الانتر و لكن ما هو اهم من ذلك ان الفوز اعطي
للجميع الانطباع بان الانتر في طريقه لاستعادة اللقب الغائب منذ قرابة العقد .
بعد مباراة الانتر و اليوفنتوس باسبوعين عاد الفارق الي
نقطة واحدة لان اودنيزي فاز علي الانتر بهدف وحيد في الدقيقة الاخيرة احرزه المهاجم
الابرز للمنتخب الالماني اوليفر بيرهوف .
عندما حان الموعد مباراة الدور الثاني كان الانتر قد
اهدر المزيد من النقاط بحيث اصبح الفارق قبل مباراة اليوفنتوس نقطة واحدة فقط و
لكنها لصالح اليوفنتوس هذه المرة .
ان مباراة الدور الثاني بين الانتر ( سيميوني ) و
اليوفنتوس ( زيدان ) هي اكثر مباريات
الفريقين اهمية علي مر التاريخ اذ ان الجدل
الذي اشتعل منذ ان جرت مستمر حتي الان فبالاضافة الي ان المبارة كانت حاسمة
في الصراع علي لقب البطولة لذلك العام فان ما شهدته المباراة من احداث تحكيمية وصل
صداه الي حد الاشتباك بين نواب البرلمان الايطالي.
.
جرت احداث المباراة في استاد ديل البي بمدينة تورينو (
ملعب اليوفنتوس التاريخي ) يوم 26 ابريل 1998 و كان الفريقان- بعيدا عن تنافسهما في
المباراة و علي اللقب - قد وصلا الي نهائي البطولتين الاوروبيتين اليوفنتوس لنهائي
دوري الابطال و الانتر لنهائي كاس اليويفا .
-بدا مارشيلو ليبي مدرب اليوفنتوس اللقاء ب
- انجلو بيروزي
في حراسة المرمي
- بيسوتو و
توركيللي و مونتيرو و ايوليانو للدفاع
- ديديه ديشامب
و زيدان و دي ليفيو و ادجار دافيدز لخط الوسط
- السندرو دلبيرو و فيليبو انزاجي للهجوم
بينما بدا جيجي
سيموني مدرب الانتر اللقاء ب
- جيانلوكا باليوكا في حراسة المرمي
- فريزي و
كولونيزي و تاريبو وست و خافيير زانيتي للدفاع
- موريرو و ارون ونتر و كاويه و دييجو سيميوني لخط الوسط
- رونالدو و
دجوركييف في الهجوم
احداث المباراة
احرز السندرو دلبيرو هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 21
و توالت بعدها المخالفات ضد رونالدو.
قام زيدان برقصته الشهيرة بالوقوف علي الكرة اثناء
الاستدارة الكاملة بجسده ثم المرور من المدافع و كان ذلك علي بعد امتار من سميوني
.
مرر سيميوني بكعبه مرتين ليصنع فرصتين محققتين لكل من
رونالدو مع نهاية الشوط الاول و زامورانو مع نهاية الشوط الثاني و لكن لم يحرز
ايهما هدف التعادل .
افسد الحكم الايطالي بييرو سيسكاريني اللقاء تماما في
الشوط الثاني اذ بدا بانذار زامورانو في الوقت الذي تغاضي فيه عن انذار اي من
لاعبي اليوفنتوس و الذين ارتكبوا كل انواع المخالفات ضد رونالدو .
اعتدي ادجار دافيدز علي دييجو سيميوني بدون كرة في لعبة
تستحق الطرد و لكن الحكم لم يري ما فعله دافيدز و قام بانذار سيميوني للاعتراض .
في الدقيقة 69 تغاضي الحكم عن احتساب ضربة جزاء واضحة
لرونالدو ارتكبها ايوليانو, و بينما انشغل لاعبو الانتر بالاعتراض, مرر مدافعي
اليوفنتوس الكرة الي دافيدز الذي ارسلها الي الجناح الايسر مكان تواجد زيدان الذي
قام بتمرير الكرة لدلبيرو داخل منطقة جزاء الانتر فاعاقه تاريبو وست ليحتسب الحكم هذه المرة ضربة جزاء لليوفنتوس وسط
جنون لاعبي الانتر و جهازهم الفني, فبعد ان كانوا يطالبون بضربة جزاء اذا بهم
يعترضون علي احتساب واحدة ضدهم .
طرد الحكم مدرب الانتر و انسحب ماسيمو موراتي (مالك
النادي) علي اثر ذلك من المدرجات و طرد اللاعب البديل (زي الياس) لضربه لاعب
اليوفنتوس بدون كرة ليكمل الانتر المباراة بعشرة لاعبين.
-بانتهاء اللقاء بنتيجة 1 – صفر لليوفنتوس اتسع الفارق
بين الفريقين ل 4 نقاط لصالح اليوفنتوس و المتبقي من الموسم ثلاثة مباريات لكل
فريق.
تلي اللقاء
العديد من الاحداث اذ يصر جمهور الانتر حتي الان علي ان اليوفنتوس سرق اللقب بل
انهم في اعقاب هبوط اليوفنتوس عام 2006 لدوري الدرجة الثانية علي خلفية فضيحة
الكالشيو بولي طالبوا باحتساب لقب انتهي قبل ثمان سنوات لصالحهم .
وصل الصراع بين مشجعي الفريقين الي جلسات البرلمان
الايطالي اذ ردد النائب دومينكو جرامزيو " كلهم لصوص " علي مسامع نائب
البرلمان و لاعب اليوفنتوس سابقا ماسيمو ماورو و الذي حاول الوصول الي دومنيكو و
لكن ارسال الجلسة وقتها تم قطعه .
انتهي الموسم الايطالي و كان علي زيدان و سيميوني ان
يتقبلا ان يوصف الموسم علي مستوي اللاعبين انه موسم صراع بين دلبيرو اليوفنتوس و
رونالدو الانتر بل ان الصحافة الايطالية وصفت المهاجمين بانهما يلعبان في بطولة
بمفردهما بمناي عن بقية اللاعبين و منهم زيدان وسيميوني .
كان علي زيدان و سيموني ان ينتظرا الحفلة الاكبر في هذا
الصيف كاس العالم 1998 ليحاولا تحقيق انجاز ما مع منتخبي فرنسا و الارجنتين ضد
برازيل رونالدو و ايطاليا دلبيرو .
يتبع ..........
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق