الأربعاء، 25 مايو 2016

زيدان vs سيميوني (2)

زيدان vs سيميوني (2)
 ( دربي مدريد نهائي ذات الاذنين الكبيرتيين دوري ابطال 2016 )
  Déjà vu

كروت حمراء – ميلاد اسطورة زيدان – الظهور الاول ل Mind Games  وتكتيكات سيميوني 

مسرح الاحداث : فرنسا ـــ بارك دي برنس ـــ ساحة الامراء

كاس العالم (مونديال 1998 ) :
قبل بداية مونديال 1998 كان خلف منتخبي فرنسا الذي يضم زيدان  و الارجنتين الذي يضم سيميوني تاريخ و ارث من الفشل و الشك .

فرنسا :
فريق فشل في التاهل لبطولتي كاس العالم 1990 و 1994 و لم يظهر علي ملاعب المونديال منذ 1986 جيل بلاتيني و تيجانا و كافة القطاعات الفرنسية تنتظر بلاتيني جديد يعيد للكرة الفرنسية مكانتها .
الفريق الفرنسي كان محاطا من قبل اليمين المتطرف الاصولي بالكثير من الانتقادات اذ انه بالنسبة لعدد لا باس به فريق من المجنسين اصحاب الاصول الافريقية و الجزائرية .
 بعيدا عن هذا فلا يوجد بين افراد الفريق مهاجم من الطراز الفريد فابرز نجوم الفريق هم من لاعبي الوسط و الدفاع  زيدان و دشامب لاعبي وسط فريق اليوفنتوس الايطالي و ديزاييه و ليليان تورام مدافعا الميلان و بارما بالاضافة الي باتريك فييرا لاعب خط وسط ارسنال اذ انه في ذلك التوقيت لم يكن هناك من يعرف تييري هنري او دافيد تريزجيه اما دجوركاييف الانتر فان مقارنته بزميله في الفريق البرازيلي رونالدو تجعل اي فرنسي موضوعي يشعر بالخجل .

الارجنتين :
تكمن مشكلة دييجو سيميوني مع المنتخب الارجنتيني رغم انه تقلد شارة القيادة في هذا المونديال  و سبق ان  توج بكوبا اميركا 1991 و 1993 بل انه اول من ارتدي القميص رقم 10 خلفا لمارادونا في المنتخب قبل ان يعيد القميص لمارادونا في مونديال 1994 و يتركه بعدها للابد , ان سيميوني  من جيل اللاعبين الارجنتيين الذين مثلوا بلادهم بعد مرحلة مارادونا و قبل ليونيل ميسي يشترك معه في هذا كل م ن خافيير زانيتي و جابرييل باتيستوتا .
في مونديال 1994 و هو الاخير لمارادونا كان سيميوني من ضمن عناصر الفريق فازت الارجنتين بالمبارة الاولي امام اليونان و بالثانية امام نيجيريا و لكن مارادونا فضل في اختبار المنشطات بسبب وجود اثر لعقار افيدرين في عينة البول الخاصة به , احاطت الشكوك بقدرة سيموني و باتيستوتا و بقية الرفاق علي التعاطي مع ازمة استبعاد مارادونا و تحولت الشكوك لحقائق اذ خسر الفريق مباراته الاخيرة في المجموعة امام بلغاريا ثم خسر مجددا مباراته في الدور الثاني امام رومانيا بقيادة جورج هاجي ليودع البطولة .
في مونديال 1998 تعود الارجنتين للعب في كاس العالم بدون مارادونا للمرة الاولي منذ 1982 الظهور الاول له في كؤوس العالم و الفريق فعليا يمتلك العديد من العناصر التي يمكن لها ان تعوض غياب مارادونا مثل سيموني و كرسبو و فيرون و اورتيجا و باتيستوتا و كلاوديو لوبيز  و لكن الاعلام و الجمهور الارجنتيني لم يعتد الثقة في الفريق و اعتاد البحث عن ملهمه مارادونا ثم البحث عن خليفة مارادونا و الي الان تعاني الكرة الارجنتينية من هذه العقدة .

فرنسا ضد السعودية 18 يونيو 1998 ( الطرد الاول لزيدان في كاس العالم ) :
يدخل زيدان تاريخ الكرة الفرنسية برقم سلبي اذ يصبح اول لاعب فرنسي يطرد في كؤوس العالم و ذلك لاعتدائه علي اللاعب السعودي فؤاد الانور بدون كرة و يغيب علي اثر ذلك من مباراة فريقه الاخيرة في المجموعة ضد الدنامرك و مباراة فريقه في الدور الثاني امام  باراغواي . بعد 8 اعوام سيطرد زيدان من جديد في كاس العالم بالمانيا 2006 طرد شهير جدا اثر اعتدائه علي المدافع الايطالي ماركو ماتيرازي .

زيدان يعود لمواصلة الرحلة :
 يعود زيدان في مواجهة ايطاليا في ربع النهائي و يتالق في خط الوسط و يصيب مدافعي و لاعبي خط وسط ايطاليا بالدوار ولكن المباراة  تنتهي بالتعادل السبي و تفوز فرنسا بركلات الترجيح و قد سجل زيدان الركلة الاولي في شباك الطليان ليقصي بذلك فريق زميله في اليوفنتوس السندرو دلبيرو .
في مواجهة قبل النهائي تواجه فرنسا الفريق الكرواتي مفاجاة البطولة و الذي اقصي المنتخب الالماني و من جديد يتالق زيدان و لكن يسجل هدفي فريقه المدافع ليليان تورام و الذي لم يسجل اي هدف دولي اخر طيله مسيرته الدولية .

تصل فرنسا للنهائي و تصبح علي بعد خطوة واحدة من تحقيق الحلم و لكن عليها اولا ان تفوز علي البرازيل بقيادة رونالدو .
مثلت مباراة النهائي  لزيدان تحدي شخصي اذ ان رونالدو هو منافسه في الانتر و اهم نجم في الدوري الايطالي لذلك الموسم كما ان زيدان عليه ان يحرز هدف في هذه البطولة اذ ان غالبية لاعبي فريقه الاساسيين احرزوا اهداف من المدافعين ليزرازو و تورام و لوران بلان الي المهاجمين دجوركاييف و دوجاري و تريزجيه و هنري مرورا بلاعب خط الوسط ايمانويل بيتيت .
احرز زيدان هدفين في شباك البرازيل في الشوط الاول براسه و فازت فرنسا بكاس العالم للمرة الاولي و حقق زيدان حلمه بالفوز بكاس العالم و تفوق في المواجهة الكبري علي منافسه رونالدو افضل لاعبي العالم في ذلك العام .
بنهاية كاس العالم 1998 ولدت اسطورة زيدان صاحب المهارة الفذة و التمريرات الذهبية و الاهداف الحاسمة و القدرة علي مفاجاة الخصوم مثلما فعل بضربتي راس و هو الذي لم يعرف عنه اتقانه لضربات الراس من قبل كما ظهر جانب اخر من شخصية زيدان و هو قابليته للاندفاع و ارتكاب المخالفات و الحصول علي البطاقات الحمراء في اسوا التوقيتات و اكبر المواجهات .


 الارجنتين ضد انجلترا  30 يونيو 1998 ( سيموني يتسبب في طرد بكهام – الفوز باي طريقة - ) :
تصدرت الارجنتين مجموعتها و لكن  المنتخب الانجليزي عقد الامور باخفاقه في تصدر مجموعته  و حل ثانيا ليلتقي الفريقان في مبارة الدور الثاني و هي المباراة التي تم اختيارها كافضل مباريات البطولة و هي المباراة الخالدة في ذاكرة الجمهور الانجليزي اذ شكلت مفترق طرق في العلاقة بين الانجليز و نجمهم المفضل دافيد بكهام كما انها المباراة التي افتتح فيها دييجو سميوني حيله و تكتيكاته Mind Games لتحقيق فوز فريقه ايا كانت الوسيلة .
شهد الشوط الاول من المباراة احراز اربعة اهداف تقاسمهم الفريقان و احتسب لكل فريق ضربة جزاء و قد كانت الضربة الخاصة بالارجنتين نتيجة عرقلة ارتكبها الحارس الانجليزي دافيد سيمان ضد دييجو سيموني و لم يتردد في احتسابها الحكم كيم ملتون نلسون رغم ان الاعادة من اكثر من زاوية اوضحت ان سيموني سقط و كانه كان يبحث عن ضربة جزاء لان الهجمة لم تكن علي اي قدر من الخطورة و لم يكتفي سيموني بهذا بل طالب الحكم بانذار او اقصاء دافيد سيمان , احرز من ضربة الجزاء باتيستوتا هدف الارجنتين الاول ,  شهد هذا الشوط ايضا هدف تاريخي و اسطوري لمايكل اوين اعتبرته الصحافة الانجليزية رد اعتبار لهدف مارادونا الشهير في مرماهم في مونديال 1986 .

 في بداية الشوط الثاني يقوم سيمويني بالفعل الاهم في المباراة بعد اقل من دقيقتين من بداية الشوط الثاني يرتكب مخالفة في منتصف الملعب ضد بكهام يحتسب علي اثرها الحكم مخالفة لصالح بكهام , قبل تنفيذ المخالفة يحرك بكهام ساقه لتصطدم بدييجو سيموني الذي يتظاهر بانه قد تم ركله بدون كرة لم يشاهد الحكم الواقعة بشكل جيد و لكن انفعال سيمويني متزامنا مع وضع بكهام يديه حول راسه في شكل النادم علي ما حدث جعل الحكم ينذر سيمويوني و يقصي دافيد بكهام لتكمل انجلترا المباراة بعشرة لاعبين و تخرج بركلات الترجيح .
تحول بكهام المحبوب بعد المباراة الي العدو اللدود للجماهير الانجليزية و تحمل بمفرده مسؤلية الاخفاق و اعترف سيموني بعدها بانه ادعي الاصابة لكي يقوم الحكم بطرد دافيد بكهام و بان ذلك مفيد لفريقه و عليه كلاعب استغلال اي فرصة تسمح له بتحقيق افضلية .
ودع المنتخب الارجنتيني البطولة في مباراة هولندا التي تلت هذه المباراة و خرج سيموني مصابا ليعود بعد اربع سنوات من هذه الواقعة في مباراة جديدة ضد انجلترا في كوريا و اليابان 2002 ليستفز بكهام و هو في طريقه لتسديد ضرة جزاء احتسبت ضد الارجنتين اذ اصر علي مصافحته قبل التسديد .





 انتهي المونديال باخفاق الارجنتين و سيمويني و لكن مثلما ولدت اسطورة زيدان ظهرت علي سطح المباريات الكبري شخصية سيموني المصمم علي الفوز باستفزاز الخصوم احيانا و ادعاء الاصابة احيانا اخري و استخدام ما يحقق الغرض الكورة الجميلة ان امكن و الحيل و Mind Games ان صعب عليه تقديم الفنيات و الفوز بالطرق المشروعة .
بنهاية عام 1998 يكون زيدان قد فاز بالدوري الايطالي علي حساب فريق سيميوني و فاز بكاس العالم ايضا بينما صار علي سيموني ان يثار علي الاقل من هزيمة ناديه المباشرة امام نادي زيدان .

                                                                                                                   يتبع .............

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق